اقول لها-قطري بن الفجائه
تنتمي هذه القصيدة الى الشعر السياسي الذي يلتزم به الشاعر بمبدأ او حزب معين يدافع عنه ويظهر احقيته بالسلطة ويهاجم خصومه.
الشاعر هنا ينتمي الى حزب الخوارج الذين نادوا بان تكون الخلافة من حق اكثر الناس تقوى بغض النظر عن لونه او جنسه. وقد نشأ هذا الحزب بعد ان انشق جماعة عن جيش علي واعتبر الخوارج الجهاد ركنا سادسا في الاسلام لذلك نجد انهم قضوا حياتهم في القتال والحروب كحزب معارض للسلطة.
شرح الابيات:
البيت الاول:
يخاطب الشاعر نفسه وقد تمزقت خوفا ورعبامما رأت في القتال ومواجهة الابطال قائلا يجب عليك الا تخافي بعد اليوم وذلك للاسباب التالية...
البيت الثاني:
في هذا البيت يقدم الشاعر اثباتا لنفسه بان لا جدوى من الخوف, فالعمر محدود, واذا طلبت النفس ان تعيش فيه يوم اخر لن تتحقق لها هذه الرغبة وما دام الاجل محدودا لا يتقدم ولا يتأخر غلا داعي للخوف.
البيت الثالث:
يؤكد الشاعر بان على النفس ان تصير على مواجهة الموت في ساحات القتال, لان في ذلك عيش كريم او موت كريم ولان الخلود والبقاء الى الابد هو امر غير وارد بالحسبان.
البيت الرابع:
اذا كان الجبان يحيى اطول مما يحيى الشجاع فان حياة الجبان هي حياة الذلة والمهانة وليست العز حتى نسلبها منه.
البيت الخامس:
ان الموت مورد كل وارده وكل من عليها فان وكل نفس ضائقة الموت مهما اختلفت اسباب الموت كما قال الشاعر: "فمن لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الاسباب والموت واحد". وبناء على ما تقدم فلا حاجة للخوف من القتال لان الانسان اذا لم يُقتل بالسيف سيموت لسبب او لاخر في نفس اللحظة.
البيت السادس:
يؤكد الشاعر انه من الافضل للانسان ان يموت لسبب طارئ او مفاجئ قبل ان يصل الى الكبر وارذل العمر لانه حين ذلك سيسأم الحياة ويشعر انه في جيل غير جيله ويشعر بالغربة والملل وان حياته اصبحت بلا قيمة وقول الشاعر: "سمئت تكاليف الحياة ومن عيش ثمانين حولا لا اب لك يسأم". اذًا هذا البيت يحوي نظرة للموت منذ العصر الجاهلي فالبيت الذي ذكرناه هو لزهير بن ابي سلمى والناس كانوا يفضلون الموت على ان يعيشوا حياة الذل والمهانة في الشيخوخة والهرم.
البيت السابع:
لا فائدة للانسان من حياته اذا كانت هذه الحياة تافهة لا قيمة لها وكانت حياة الذل والمهانة.
وهكذا نلاحظ ان الشاعر يعتمد في هذا البيت وفي الابيات السابقة على الحكمة والتفكير المنطقي ليثبت لنفسه بان الخوف غير مجدٍ ولا فائدة منه.
الاساليب:
1.التوكيد: استخدام قد والفعل الماضي "وقد طارت".
2. النفي: لن تراعي, لن تطاعي.
3. استخدام ان - الحرف المشبه بالفعل "وانك".
4. شرط: " لو سألت بقاء يوم على الاجل الذي لك لن تراعي".
5. استعارة: "ثوب بقاء" , "ثوب عز".
6. تشبيه بليغ: " ولا ثوب البقاء بثوب عز".
7. ارداف: "اخي الخنع اليراع".
8. التجنيس الحرفي: تكرار الحرف ميم في البيت السادس والسابع.
عيشو حياتكم